[b]
[center]
لا تكن فارغا
....................
.........
الكل
منا يحب الترويح عن نفسه ويحب أكل ما لذ وطاب من الطعام والاجتماع بأناس
يشتاق لرؤيتهم وهذا أمر حسن ومطلوب، ولكن حينما يكون ذلك الترفيه والأنس
والاجتماع هو ديدن البعض دائما فهذا أمر لاشك فيه أنه شطح وغلو وزيادة عن
المطلوب، بل المطلوب هو ساعة وساعة.
المسلم في عمل دائما وجد وجهاد
وبذل وعطاء ثم إذا أجهد نفسه وأتعبها وأرهقها بحث عن أوقات الترويح
والراحة فيستمتع بها أيما استمتاع ويتلذذ بها قمة اللذة .
إذا كان البعض يشغل كل أوقات فراغه دائما فما قيمته في هذه الحياة فالحياة
ما أجملها وأمتعها وأزكاها حين نملؤها بالإنجازات والعمل الجاد والتضحيات
وفيما يقرب إلى الله والدار الآخرة، أو في عمل دنيوي يدر علينا رزقا طيبا،
أو في أعمال تفيد هذه الأمة وما أكثرها .
من يجد وقتا فارغا كبيرا في حياته ويفكر دوما في كيفية القضاء عليه
فليستشعر أنه على خطر وأنه في خطأ، فهذا في حقيقته وكأنه لا عمل له وينطبق
عليه حقا ما قاله الملهم العبقري عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (إنه
ليعجبني الرجل فإذا عرفت أنه لا عمل له سقط من عيني) أو كما قال . وصدق
رضي الله عنه، فمن لا عمل له، أو من يشتكي من كثرة أوقات الفراغ فكلاهما
في السلوك سواء .
لابد من أراد الدرجات العلى من الجنات أن يتميز عن الناس بكثرة أعماله
الصالحة وشغل أوقات فراغه في هذه الأيام الخالية والتي سيتذكرها في
الآخرة، وأما أن يتشبه بعوام الناس في عاداتهم وطريقة حياتهم وقضاء أوقات
فراغهم بالتفاهات وبكثرة الأكل والشرب وتخير أحدث وأطيب المطاعم والمقاهي
مع ما يشوب ذلك من تفاهات في الأحاديث والاهتمامات والمزاح البذيء وشحن
النفوس لأجل اختلافات سطحية بعد أن كانت اهتماماتنا سامية فهذا هو الخذلان
ونعوذ بالله من الخذلان
.......................
..........[/b]
....[/center]